كلمة المدير العام لسيسرك في مؤتمر التعاون للتنمية الدولية: الاتجاهات والفرص الناشئة-التوقعات حول الأطراف الفاعلة الجديدة
التاريخ : 19 - 20 يونيو 2014
مكان الانعقاد: إسطنبول تركيا

إن مشهد التعاون الإنمائي العالمي آخذ في التغيير بسرعة، مع قوى ناشئة بالإضافة إلى جهات فاعلة غير حكومية تلعب دورا متزايدا وكون المجتمع الدولي يبحث عن نموذج أكثر شمولية ومرونة من أجل تجاوز انقسام "الشمال والجنوب". ولكل هذا آثاره على طرائق المساعدة والتعاون، وكيفية  مشاركة المعرفة وتكييف الفاعلين التقليديين والناشئين على حد سواء لاستراتيجياتهم وهياكلهم وأولوياتهم. وعلى هذه الخلفية، تم تنظيم مؤتمر حول التعاون الإنمائي الدولي بشكل مشترك من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ووكالة التنسيق والتعاون التركية (تيكا). وانعقد المؤتمر في فترة 19-20 يونيو 2014 في قصر سيراجان في اسطنبول، تركيا. وعقد المؤتمر حول موضوع "الاتجاهات والفرص الناشئة -والتوقعات  حول الأطراف الفاعلة الجديدة". وحضر الاجتماع الذي استمر ليومين صناع القرار رفيعي المستوى وكبار ممثلي المنظمات الدولية للتنمية وقادة الأعمال التجارية والأكاديميين من جميع أنحاء العالم. وقد مثل سيسرك  في هذا المؤتمر من قبل الأستاذ سافاش الباي، المدير العام، برفقة السيد نادي سرحان أيدين، باحث أول.

إن تركيا حريصة على المساهمة في تبادل الخبرات ووجهات النظر مع فاعلين ناشئين آخرين مثل كوريا الجنوبية والمكسيك والصين والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا وروسيا والشركاء الآخرين. وفي الوقت نفسه، فإنها ترغب في تسهيل حوار واسع بين فاعلي التعاون الإنمائي "التقليديين" و "الجدد" لدعم حوار شامل متعدد الأطراف حول التعاون الإنمائي. وفي هذا السياق، فإن المؤتمر هو بمثابة منصة للحوار من أجل مناقشة التحديات والفرص الرئيسية للتعاون الإنمائي واقتراح حلول عملية وقابلة للتطبيق وتعمل على تحسين الشفافية والكفاءة وأثر التعاون الانمائي.

وفي كلمته الترحيبية للمؤتمر، أثنى سعادة السيد إمرو الله إشلار، نائب رئيس وزراء جمهورية تركيا، على برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لجهوده في تنظيم مؤتمر ناجح وفي الوقت المناسب مع وكالة التنسيق والتعاون التركية (تيكا) واختيار إسطنبول مكانا للانعقاد. وقال بأن العالم يعيش في عصر يتميز ب "الترابط". وفي هذا الصدد، أشار إلى أهمية الأهداف العالمية المتكاملة، فضلا عن تحديد السبل والوسائل الموحدة الأكثر فعالية ومشاركة جميع أصحاب المصلحة في تحقيق هذه الأهداف. وأشادت السيدة هيلين كلارك، مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، من ناحية أخرى، بالمساهمة الهامة والمتنامية لتركيا في البرنامج العالمي للتنمية الشاملة، باعتبارها ممولا وشريكا مهما على حد سواء وأعربت عن سرورها لإجراء الإجتماع في إسطنبول حيث كان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في غضون استكمال نقل المركز الإقليمي لأوروبا ورابطة الدول المستقلة.

وقد خاطب الأستاذ ألباي المؤتمر بصفته أحد المتحدثين في جلسة نقاش بعنوان: "التعاون الإنمائي مع الدول الأقل نموا".  وبحثت الدورة في أولويات وتحديات التنمية التي تواجهها الدول الأقل نموا مع انعكاسات على جدول أعمال التعاون في مجال التنمية وبالتركيز بشكل خاص على أدوار المزودين الناشئين لتنفيذ خطة عمل اسطنبول (IPoA) والوثائق الأخرى ذات الصلة. وفي خطابه، الذي يتألف من جزئين رئيسيين، عرض البروفيسور الباي أولا آراءه ووجهات نظره حول الاتجاهات الحديثة في التعاون في مجال التنمية بين الدول الأقل نموا، مع التركيز بشكل خاص على الدور المحتمل للتعاون فيما بين دول الجنوب (SSC)، وثانيا، مساهمة سيسرك في تطوير التعاون في ما بين 57 دولة نامية عضو في منظمة التعاون الإسلامي. وفي هذا الصدد، أكد على أن عدد الدول الأقل نموا قد تضاعف تقريبا منذ عام 1971 وقال ان هذا مؤشر على  قصور سياسات التنمية. كما أكد على أن تعزيز التعاون فيما بين دول الجنوب كان اهتماما مشتركا في منظمة التعاون الإسلامي كون 21 من الدول الأعضاء في المنظمة، ينتمون إلى فئة الدول الأقل نموا. وقال الأستاذ الباي أن التعاون بين دول الجنوب، الذي يعتمد على الخبرات والتعاطف والتضامن المشترك، يمكن أن يسهم بشكل كبير في مجالات مثل بناء القدرات البشرية والإنتاجية فضلا عن تقديم المساعدة الفنية وتبادل أفضل الممارسات.

وعلاوة على ذلك، وخلال التداول بشأن مبادرات سيسرك في إطار التعاون بين دول الجنوب، أطلع المدير العام المشاركين على برنامج الذروة للمركز من أجل تبادل المعرفة والخبرات بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، والمعروف باسم OIC-VET. وقال أنه حتى الآن نظمت أكثر من 200 برنامج بناء القدرات في أكثر من 40 دولة في منظمة التعاون الإسلامي، بما في ذلك نحو 20 من الدول الأقل نموا في مجالات مثل الإحصاءات والزراعة والتجارة وتنمية المهارات والصحة والسياحة. وبالإضافة إلى OIC-VET، ذكر البروفيسور الباي أيضا بعض مبادرات سيسرك الأخرى الحديثة بالتعاون مع شركاء آخرين، والتي قال إنها يمكن أن تشجع بشكل كبير تطوير علاقة تعاون أكثر حيوية بين دول الجنوب. وشملت هذه البرامج برنامج منظمة التعاون الإسلامي للعمل الاستراتيجي حول الصحة (OIC-SHPA (2014-2023 ودراسة حول إدارة الكوارث والنزاعات في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي والمنتدى الدولي للأنظمة المالية: التمويل المستدام من أجل التنمية المستدامة فضلا عن دراسة حول رسم خرائط إمكانيات دول الجنوب التركية.

وكان المؤتمر بمثابة فضاء مناقشة مفتوحة لمجموعة متنوعة من الجهات الفاعلة في مجال التعاون الإنمائي، بهدف المساهمة في الأعمال التحضيرية للمنتدى الرابع للأمم المتحدة للتعاون الإنمائي (DCF) المقرر في 10-11 يوليو 2014 في نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية، والذي سيبني  على الاجتماع الأول رفيع المستوى للشراكة العالمية من أجل التنمية الفعالة للتعاون الذي عقد في أبريل 2014 في مكسيكو سيتي، المكسيك.

للمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع الرسمي للمؤتمر.