مشروع مسلمي الشتات في العالم ينشر مخرجاته حول المجتمعات المسلمة التي تعيش في بلدان غير أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي
التاريخ : 26 فبراير 2019
مكان الانعقاد: أنقرة تركيا

نشر سيسرك مخرجاته الخاصة بـ"تقرير مسلمي الشتات في العالم"، وهي الدراسة الشاملة الأولى من نوعها بشأن الجاليات المسلمة المقيمة في البلدان غير الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وتهدف إلى تحليل التحديات والخبرات والتصورات المختلفة حول مجموعة من القضايا المتعلقة بهذه الجاليات.

فالتقرير عبارة عن دراسة أجريت بتكليف من سيسرك قصد سد الفجوة في المعلومات المحدودة الموجودة حول وضع مسلمي الشتات في البلدان غير المسلمة.

وتظهر نتائج التقارير أن التحديات الرئيسية التي تواجه المجتمعات المسلمة هي العنصرية والإسلاموفوبيا والتمييز من قبل الدولة والتحيز الاجتماعي.

فقد ذكر أكثر من نصف المجيبين الذين يعيشون في لندن (56.1%) أن العنصرية والإسلاموفوبيا هما العيبان الرئيسيان للحياة في المملكة المتحدة. ومع ذلك، أشار 72.7% من المجيبين الذين يعيشون في لندن أن الحرية الدينية والثقافية هي الميزة الرئيسية للعيش في المملكة المتحدة.

تبين هذه الأرقام موقفا متناقضا، حيث تضمن الدولة الحقوق الثقافية والدينية للمجتمعات الإسلامية، لكنها لا تزال تحت تأثير الإسلاموفوبيا والمشاعر المعادية للمهاجرين، والتي تنتشر في جميع أنحاء أوروبا.

تُظهر نتائج العمل الميداني أن إحدى القضايا الرئيسية لمجتمعات الشتات الإسلامية هي الافتقار إلى الوحدة والتمثيل. ويبدو أن المجتمعات المسلمة تتفق على حقيقة أن الانقسام وعدم التفاعل داخل الطوائف وبينها من بين أكبر مشاكل الجالية المسلمة في جميع أنحاء أوروبا.

فالمشكلة الرئيسية الأخرى هي الافتقار إلى قيادة فعالة. ونظرا للتنوع الهائل لمجتمعات مسلمي الشتات، يبدو أن إيجاد حل قصير المدى أمر غير مرجح.

مع ذلك، فإن التحديات المشتركة، مثل التمثيل السلبي في وسائل الإعلام وزيادة الحوادث المعادية للمهاجرين والمسلمين في أوروبا، تلعب دورا في تقريب المجتمعات الإسلامية مع بعضها البعض. وقد تكون هذه إشارة إلى ظهور هوية إسلامية موحدة كردة فعل على هذه التجارب السلبية.

يشكل التمييز اليومي وانتهاك الحقوق تحديان رئيسيان آخران للمسلمين الذين يعيشون في أوروبا. فعلى الرغم من الإطار العام للحقوق والحريات في العديد من البلدان، والتي يعتبرها المسلمون جيدة جدا، إلا أنهم ما زالوا يبلغون عن تعرضهم للتمييز في حياتهم اليومية، وذلك على مستويات ودرجات متفاوتة من حيث شدتها.

وتقدم الدراسة مجموعة من البيانات والأفكار المفيدة حول أوجه التشابه والاختلاف بين هذه التحديات التي تواجه مسلمي الشتات في بلدان مختلفة. كما توفر التقارير للنخب السياسية وواضعي السياسات والمحللين الفرصة لفهم كيف ينظر مسلمو الشتات في بلدان مختارة إلى أكثر القضايا إلحاحا التي يواجهونها اليوم.

تم إعداد التقرير في إطار مشروع مسلمي الشتات في العالم الذي يهدف إلى رسم خرائط الوجود المجتمعي والاقتصادي والقانوني للمجتمعات الإسلامية في المجتمعات ذات الغالبية العظمى من المسلمين. والهدف النهائي من هذه المبادرة هو إيجاد مصدر بيانات تجريبي شامل وموثوق به في مجتمعات المغتربين المسلمين في جميع أنحاء العالم، فضلا عن تقديم تحليل متعمق لليوم وآفاق المستقبل.

يهدف مشروع مسلمي الشتات في العالم كذلك إلى إنشاء قاعدة بيانات حديثة على شكل خريطة تفاعلية، تحت إسم "أطلس مسلمي الشتات في العالم"، والتي توفر بيانات موثوقة عن مجتمعات مسلمي الشتات الذين يعيشون في 48 دولة ذات غالبية غير مسلمة. وبالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يقوم المشروع بإجراء مزيد من الدراسات الميدانية مثل المسوح والمقابلات المتعمقة وورش العمل في مختلف البلدان مثل الأرجنتين وأستراليا وكندا والصين وفرنسا وألمانيا واليابان وروسيا وجنوب إفريقيا وإسبانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. واستنادا إلى النتائج، سيقوم مشروع مسلمي الشتات في العالم بإعداد التقارير القطرية للدول الـ12 المدرجة في القائمة والتي ستقوم بدمج ومناقشة وتحليل نتائج العمل الميداني.

يعتبر المسلمون من بين أكثر المغتربين في العالم. فالإسلام حاضر على التراب الأوروبي كدين وأيضا كقيمة ثقافية وحضارية عمرها حوالي أربعة عشر قرنا من الزمن. ووفقاً للكتاب السنوي بشأن المسلمين في أوروبا، يقدر حجم السكان المسلمين الأوروبيين في 39 دولة أوروبية بحوالي 25 مليون نسمة، ويعيش أكثر من 19 مليون منهم في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. ويعيش اليوم أكثر من خُمس سكان العالم المسلمين في أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا. فمن ناحية، يعطي مركز بيو للأبحاث تقديرا بأن هناك حوالي 3.5 مليون مسلما يعيشون في الولايات المتحدة في عام 2017.

الوثائق

  • المجتمعات والأقليات المسلمة في الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي - التشخيص والمفاهيم والنطاق والمنهجية (الإنجليزية)