سيسرك يشارك في منتدى منظمة التعاون الإسلامي حول التمويل الاجتماعي الإسلامي في جاكرتا
التاريخ : 12 - 13 نوفمبر 2019
مكان الانعقاد: جاكرتا إندونيسيا

نظمت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي بشراكة مع البنك المركزي الإندونيسي والبنك الإسلامي للتنمية منتدى منظمة التعاون الإسلامي حول التمويل الاجتماعي الإسلامي في جاكرتا، إندونيسيا، وذلك بتاريخ 12-13 نوفمبر 2019.

وكان المنتدى فرصة لاجتماع مسؤولين من عدد من البنوك المركزية من البلدان الاعضاء في المنظمة وممثلين عن منظمات دولية وعدد من المؤسسات، بما في ذلك أخصائيين في الاقتصاد وعدد من صناع الرأي. ومثل سيسرك في هذا المنتدى سعادة السيد نبيل دبور، المدير العام.

وانصب التركيز في النقاشات على القضايا المتعلقة بالإمكانات والتحديات القائمة في بنية التمويل الاجتماعي الإسلامي والأدوات التي يعتمدها في تمويل الاحتياجات الإنمائية والإنسانية للدول الأعضاء فب المنظمة.

وأشار الدكتور سوجنج، نائب محافظ البنك المركزي الإندونيسي، في كلمته الترحيبية إلى أن التمويل الاجتماعي الإسلامي يتيح إمكانات هائلة لبناء مجتمعات إسلامية مزدهرة تسود فيها المساواة في جميع أنحاء العالم، وذلك من خلال العمل على القضاء على الفقر والتقليص من معدلات الهشاشة، فضلا عن النهوض بالقدرات الإنتاجية والقدرة على مواجهة الكوارث الطبيعية.       

وأوضح سعادة السفير أحمد سينيومو، الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية في منظمة التعاون الإسلامي، أن تنظيم المؤتمر جاء نتيجة لجهود المنظمة الرامية إلى النهوض بالتمويل الاجتماعي الإسلامي باعتباره وسيلة فعالة لتعبئة الأموال لإدارة مسألة الاستبعاد من الخدمات المالية التي تعاني منها الفئات المحرومة في البلدان الأعضاء في المنظمة. ونقل السفير سينيومو رسالة معالي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، التي مفادها أن من شأن أدوات التمويل الاجتماعي الإسلامي مساعدة الحكومات والمجتمعات على تلبية مختلف احتياجاتها الإنمائية. لكن الإشكال المطروح هو أنه بالرغم من الجهود الكبيرة المبذولة في هذا المجال، لا يزال الاستخدام الرسمي لهذه الأدوات لصالح الفقراء والمعوزين والمحرومين يتسم بالمحدودية وعدم الكفاءة. واستعرض السفير سينيومو تاريخ وأهمية مؤسسات الزكاة والأوقاف والإمكانات التي تزخر بها، وسلط الضوء على أهمية التعاون، مؤكدا أن العمل المشترك في مجال التمويل الاجتماعي الإسلامي ضروري للتصدي للعديد من التحديات الاجتماعية والاقتصادية في البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.

أكد الدكتور أنيس باسويدان، محافظ بنك جاكرتا (DKI Jakarta)، على أهمية التمويل الاجتماعي الإسلامي في التغلب على التحديات الحضرية. وقال: "إن حالة عدم المساواة التي نشهدها في وقتنا الحاضر ليست فيما بين البلدان بل داخل المدن وداخل البلدان".  دعا المحافظ باسويدان المشاركين في المنتدى للتفكير في الاختلالات المتنامية على مستوى المجالات الحضرية والسبل التي من شأنها أن تخول للفئات ذات الدخل المنخفض والمتوسط فيها تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك السكن، من خلال الاستفادة من صناديق التمويل الاجتماعي الإسلامي.

وأوضح سعادة السيد نبيل دبور، المدير العام لسيسرك، السبب الكامن وراء الحديث عن التمويل الاجتماعي الإسلامي في وقتنا الحاضر أكثر من أي وقت مضى. وأفاد أن "تحقيق أهداف التنمية المستدامة يمثل ضرورة اقتصادية وأخلاقية بالنسبة لنا. فقد تبين لنا من خلال عملنا في سيسرك أن العديد من دول منظمة التعاون الإسلامي بحاجة إلى الرفع من معدلات الإنفاق بشكل كبير على المجالات الحيوية مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية ذات الأولوية والحماية الاجتماعية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030. لكن بلدان المنظمة المنخفضة الدخل دائما ما تشير إلى وجود نقص في التمويل وهو الأمر الذي يعتبر من أبرز المعيقات التي تحول دون تحقيق التنمية على المدى البعيد". وأكد السيد دبور أن التمويل الاجتماعي الإسلامي من شأنه خلق فرص كبيرة سواء على صعيد تلبية الاحتياجات الأساسية للفئات الهشة أو دعمها لتصير مستقلة اقتصاديا، لكن شريطة أن يتم تعبئة الموارد المالية وتوزيعها بطرق فعالة. وعزز ملاحظات المدير العام لسيسرك العرض الذي قدمه المركز بعنوان "التحديات الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية في بلدان منظمة التعاون الإسلامي" الذي شكل الأرضية الأساس لمزيد من النقاش.

تضمن جدول أعمال اليوم الأول للمنتدى إلقاء عروض بشأن التجارب وأفضل الممارسات في بعض البلدان والمؤسسات في مجال التمويل الاجتماعي الإسلامي لتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية للفئات المجتمعية الهشة. وتواصلت أشغال المنتدى في اليوم الثاني من خلال نقاشات حول الحوكمة والشفافية واللوائح وومستوى فهم عامة الناس للموضوع، وهي من المواضيع التي الضرورية للنهوض بالتمويل الاجتماعي الإسلامي. وتوصل المشاركون إلى ضرورة أن تراعي الدول الأعضاء في المنظمة مسألة تطبيق التمويل الاجتماعي الإسلامي في سياساتها الاقتصادية والاجتماعية وتعتبرها من الأولويات.

وانعقد منتدى منظمة التعاون الإسلامي حول التمويل الاجتماعي الإسلامي في إطار فعاليات "الدورة السادسة لمهرجان إندونيسيا حول الاقتصاد الإسلامي - الاقتصاد الإسلامي - من أجل نمو قوي ومستدام"، في جاكرتا، إندونيسيا، خلال الفترة الممتدة بين 12 و 16 نوفمبر 2019.