الدكتور صافاش ألباي يخاطب إجتماع محافظي البنوك المركزية للبلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي
التاريخ : 27 سبتمبر 2010
مكان الانعقاد: إسطنبول تركيا

خاطب الدكتور صافاش ألباي، المدير العام لمركز أنقرة، محافظي البنوك المركزية والسلطات المالية للبلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي في 27 سبتمبر 2010 خلال الجلسة الإفتتاحية لإجتماع البنوك المركزية والسلطات المالية للبلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي-2010، الذي تم تنظيمه من جانب البنك المركزي للجمهورية التركية ومركز أنقرة في إسطنبول، تركيا.

وفي كلمته أشار المدير العام إلى أنه لا تزال العديد من الإقتصادات المتقدمة، والتي تعتبر مركز الأزمة، تحت ضغوط إقتصادية ومالية كبيرة مع توقع أن يظل انتعاشها الاقتصادي بطيئا، في الوقت الذي يشهد فيه الاقتصاد انتعاشا في جميع العالم ويستعيد الإنتاج فيه نموا أفضل عما جاء التوقع به في 2009. وفي هذا الصدد، أشار الدكتور ألباي إلى أن العديد من البلدان المتقدمة أرغمت خلال الأزمة على تمويل البنوك وتولي كما ضخما من ديون المؤسسات المالية الساقطة وأدخلت برامج تحفيزية ضخمة لإنعاش الطلب. ونتيجة لذلك، كان هناك انفجار في ديونها العامة.

وكمجموعة، عانت الإقتصادات النامية والصاعدة هبوطا أقل مما واجهته الإقتصادات المتقدمة خلال الأزمة مما قاد إلى تكون أفاقها الإقتصادية واعدة أكثر، حيث جاءت التوقعات أن يكون النشاط الإقتصادي في العديد من هذه البلدان أكثر حيوية نتيجة للطلب المحلي القوي وانتعاش الطلب الخارجي. وبكونها جزء مهم من مجموعة البلدان النامية، فقد شهدت البلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي انتعاشا تدريجيا من الآثار السلبية للأزمة وتراجع الإقتصاد العالمي في عامي 2008 و2009. ونتيجة لانعدام نشاط سوق الرهن العقاري الثانوي في البلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، فقد تأثرت غالبية هذه البلدان جراء الآثار الجانبية للأزمة على عوائد صادراتها والتحويلات والمعونات والإستثمار الأجنبي المباشر.

وكما أكد الدكتور ألباي على أن النظام المالي المرتكز على المبادئ الإسلامية أصبح أكثر جاذبية في العديد من بلدان العالم خاصة وأن العديد من ذوي العلاقة قدموا حجة تشير إلى أنه كان من الممكن أن يقدم مثل هذا النظام الحل كبديل مجدي للضعف الملم بالنظام المالي التقليدي وتفادي الأزمة المالية العالمية إذا ما تم حينذاك العمل بهذا النظام بدلا من النظام التقليدي. وكما عرض أيضا إلى الحقيقة التي ظهرت مؤخرا والتي تشير أن البنوك الإسلامية شهدت تأثرا خفيفا بأقل مما شهدته العديد من البنوك التقليدية، وذلك لان هذه البنوك الإسلامية لم تتعرض إلى الخسائر الناجمة عما يعرف بإسم "الأصول السامة"، مثل التزامات الدين المضمونة ونقل ملكية القروض التي فشل عن تسديدها أصحابها الأصليون، مضيفا إلى أن الفرصة سنحت للخدمات المالية الإسلامية للنمو بمستوى أكبر في سوق المال العالمية في المستقبل القريب.

وخلال جذبه الإنتباه إلى برنامج منظمة المؤتمر الإسلامي لبناء القدرة، أضاف الدكتور ألباي أن مركز أنقرة قام خلال السنوات الثلاثة الماضية ببرامج تدريبية بناء على دراسة إحتياجات وقدرات البلدان الأعضاء في المجالات ذات العلاقة من خلال المسوحات المنتظمة وتوأمة هذه الإحتياجات والقدرات بإرسال خبراء من وإلى هذه البلدان لتقديم البرامج التدريبية المطلوبة. وكما أشار إلى أنه في إطار برنامج بناء القدرات قام المركز بإجراء برنامج بناء القدرة للبنوك المركزية للمؤسسات ذات العلاقة في البلدان الأعضاء.

وكما أفاد المدير العام للمركز محافظي البنوك المركزية والسلطات المالية حول مبادرة مركز أنقرة: برنامج التعليم المهني والتدريب للبلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، التي بادر بها وصممها مركز أنقرة وتم إطلاقها رسميا من قبل فخامة الرئيس عبد الله جل، رئيس الجمهورية التركية ورئيس لجنة الكومسيك، خلال القمة الإقتصادية للكومسيك التي انعقدت في 9 نوفمبر 2009 في إسطنبول بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين على تأسيس الكومسيك. وفي هذا الصدد، عبر المدير العام عن إستعداد مركز أنقرة لتعزيز التعاون مع البنوك المركزية والسلطات المالية للبلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي لتوسيع وإثراء البرامج التدريبية لتحقيق المزيد من الفائدة للبلدان الأعضاء في هذا المجال المهم.

واختتم المدير العام كلمته بوصفه هذا الإجتماع كمرحلة مهمة لتطوير وتحسين مستوى التعاون والتنسيق بين البنوك المركزية والسلطات المالية للبلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، وهي المؤسسات التي لعبت الدور الأهم في تحقيق إستقرار الإقتصاد الشامل بإقتصادات البلدان الأعضاء.

أجرى محافظو البنوك المركزية والسلطات المالية للبلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي تقييمهم للتطورات المالية والإقتصادية الأخيرة في العالم وانعكاساتها على البلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي. وفي هذا الصدد، أفاد المحافظون بالتزامهم وعزمهم لتعزيز جهودهم لتحسين مستوى التعاون والتنسيق بين مؤسساتهم لتخفيف الإنعكاسات السلبية للأزمة المالية العالمية وصدمات الأسواق المالية العالمية على إقتصاداتهم.

وكما ناقش المحافظون بصورة مكثفة وأجروا مداولاتهم حول المواضيع الأكثر صلة بنظم الدفع وبناء القدرة للمؤسسات المالية في البلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي وأكدوا على الدور المهم للتعاون للوصول إلى نظم دفع تعمل بصورة فعالة وتحت اللوائح والرقابة في البلدان الأعضاء على المستوى الفردي لها وإلى تجانس النظم القانونية في هذا الصدد.

وانطلاقا من الإتفاقيات التي تم التوصل لها خلال الإجتماع، أجاز ممثلو البنوك المركزية والسلطات المالية للبلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي البيان الختامي الذي سلموا فيه بأهمية دور نظم الدفع في الوصول إلى الإستقرار المالي عبر رفع مستوى تأثير السياسة النقدية وعبروا عن استعدادهم للمزيد من التعاون للتعلم من تجارب بعضهم البعض حول أدوات الدفع الإبتكارية. وكما أكد الإجتماع على الحاجة لتعزيز التعاون بين المؤسسات في مجال بناء القدرة عبر تبادل المعرة والتجربة والمشاركة في البرامج الجارية، مثل برنامج بناء القدرة الخاص بالبنوك المركزية الذي أعده ويديره مركز أنقرة بالربط بين إحتياجات ومقدرات البنوك المركزية عبر مسوحات يتم توزيعها بصورة منتظمة.

ينعقد إجتماع محافظي البنوك المركزية والسلطات المالية للبلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي بصورة منتظمة كل عام لتبادل التجارب حول السياسات المالية والصيرفة المركزية للحاق بالأجندة العالمية ومتابعة الإتجاهات العالمية والتطورات ولتطوير وتحسين مستوى التعاون والتنسيق بين البنوك المركزية للبلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي. مركز أنقرة عضو في أمانة الإجتماع لتنظيم عملية التنسيق مع نظام منظمة المؤتمر الإسلامي.

الإجتماع السابق في 2009 تم تنظيمه في كان لا يزال يعاني فيه الإقتصاد العالمي من الآثار السلبية للأزمة المالية العالمية والتي انعكست في الهبوط المستمر للنمو الإقتصادي ومعدلات البطالة العالية في العديد من البلدان في العالم. وكما سعى الإجتماع لجعل مبادرة مركز أنقرة مبادرة مؤسسية تدعم جهود البلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي لتخفيف الآثار السلبية للأزمات المالية العالمية وصدمات إقتصاداتها.

ستترأس كل من ماليزيا والمملكة العربية السعودية إجتماع البنوك المركزية والسلطات المالية لعامي 2011 و2012، على التوالي.

وثائق الإجتماع

البيان الختامي الصادر من إجتماع البنوك المركزية والسلطات المالية للبلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي (النسخة الإنجليزية)(النسخة العربية)(النسخة الفرنسية).