مجلة التعاون الاقتصادي والتنمية، المجلد 39 - العدد 4

التاريخ: 05 فبراير 2019

إن اختيار المقالات في هذا العدد من مجلة التعاون الاقتصادي والتنمية - ديسمبر 2018 - استناداً إلى موضوع "التمويل والشعب" - يعطي آفاقاً للاتجاه الجديد لتبادلات المعرفة والمعلومات بين بلدان منظمة التعاون الإسلامي ومع غيرها. وفي حين تقوم العوامل البيئية والنمو الاقتصادي في سياق التكيف مع البيئة بتوفير نظرة جديدة لكيفية تحديد الاقتصاد، فإن خصائص جيل الألفية مع إتقانه لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي تؤثر على القطاع المصرفي من خلال مسألة الفائدة واستخدام المنتجات والخدمات المالية وخصوصا تلك التي تقدمها البنوك عادة وتساعد هؤلاء الأشخاص في العثور على عمل أيضا. ومن خلال فتح النافذة لمختلف العلماء والباحثين والأكاديميين داخل وخارج منطقة منظمة التعاون الإسلامي لمواصلة إظهار الاهتمام المتزايد بمشاركة أعمالهم ودراساتهم القيمة مع قراء مجلتنا للتعاون الاقتصادي والتنمية، يفخر سيسرك بمشاركة المعلومات القيمة في هذه المقالات مع الدول الأعضاء في المنظمةلتزويدهم بفرصة مواكبة وتيرة التغيرات التي تحدث في الاقتصاد العالمي. ويحتوي عدد ديسمبر على خمس مقالات جديرة بالملاحظة والتي تبرز تحليلاً مفصلاً للبيئة مقابل النمو الاقتصادي والسياسة النقدية والبنوك ووسائل التواصل الاجتماعي والعمالة فضلاً عن التنمية المستدامة

تتناول المقالة الأولى العلاقة المهمة بين العوامل البيئية والنمو الاقتصادي في سياق التكيف مع البيئة. فقد ساعد إنتاج منحنى كوزنتس بناء على أساس منحنى كوزنتس (1995) الأصلي للاقتصاد التركي خلال الفترة 1960–2011، باستخدام انبعاثات ثاني أكسيد الكربون واستهلاك الطاقة ومتغيرات نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، على الحصول على نتائج موازية لمنحنى كوزنتس لاقتصاد تركيا وتم قبول النهج العكسي، وتعتبر التحليلات الفاصلة الهيكلية المطبقة في الدراسة مهمة من حيث الاقتصاد التركي.

وتحلل المقالة الثانية الاستجابات على أدوات السياسة النقدية خلال نظام التسهيل الكمي في المملكة المتحدة من 6 مارس 2009 إلى 02 يونيو 2010 حول مجموعة من المتغيرات المستهدفة: مؤشر السوق، ومؤشر الصرف الأجنبي، ودرجة الاستثمار وعائد السندات غير الاستثمارية، ومختلف الاستحقاقات الفورية والآجلة  لـOIS والـLIBOR والعوائد الحكومية الرمزية. كما تشير النتائج إلى أنه يمكن لأدوات السياسات النقدية التقليدية بخلاف معدل المصرف الرسمي المجمد عند الصفر أن يكون فعالا. وإن إدراج أداة واحدة غير تقليدية والزيادة في حيازات الحكومة، لهما تأثير كبير على معظم المتغيرات المستهدفة.

تتناول المادة الثالثة خصائص الجيل الألفي وتقارنها مع الأجيال الأخرى، كما تستكشف تأثير هذه الخصائص على سلوكهم المصرفي، خصوصا اختيارهم لاستخدام المنتجات والخدمات المالية المرتبطة عادة بالمؤسسات المالية. وتشير النتائج إلى أن جيل الألفية يختلف عن الجيل "إكس" والجيل الذي يسبقه والمسمى بجيل البومرز في العديد من الجوانب، بما في ذلك استخدام الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول، وتراكم ديون قروض الطلاب، وتصور المعرفة المالية. ومن خلال الاختلافات في اختبارات فحص القدرة المالية وانتكاسات الاحتمالية، تعكس هذه الدراسة مدى تأثير هذه العوامل على اهتمام جيل الألفية بالمنتجات والخدمات المالية التي تقدمها البنوك عادةً واستخدامها.

يوضح المقال الرابع أن الشبكات والعلاقات الاجتماعية تلعب دوراً مهماً في وساطة سوق العمل في الدول العربية. وبالإضافة إلى التحليل الوصفي، فإننا نستخدم انتكاسات الاحتمالية الثنائية للتحقيق في محددات احتمال العثور على وظيفة من خلال جهات الاتصال الاجتماعية. كما توصلت الدراسة إلى أن الشبكات الاجتماعية هي طريقة شائعة للعثور على وظيفة في الجزائر والأردن ولكن ليس للوظائف الماهرة. وتزيد مثل هذه الأساليب من احتمال الحصول على وظائف غير رسمية وأقل أمناً. كذلك، ﺗظﮭر اﻟدراﺳﺔ أﻧﮫ ﻋﻟﯽ اﻟرﻏم ﻣن أھﻣﯾﺔ وﮐﺎﻻت اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻋﻣﻟﯾﺔ اﻟﺑﺣث ﻋن ﻋﻣل، ﻓﺈن أﻗل ﻣن 5% ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر و9% ﻓﻲ اﻷردن ﻣن اﻟﺷﺑﺎب اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﯾن ﯾﺷﯾرون إﻟﯽ أن ھذه اﻟوﮐﺎﻻت ﺳﺎﻋدﺗﮭم ﻋﻟﯽ الوصول إلى اﻟﻌﻣل.

تؤكد المادة الخامسة والأخيرة على أن التنمية المستدامة تتكون من نهج متكامل طويل الأجل لتطوير مجتمع سليم وتحقيقه عن طريق معالجة القضايا الاقتصادية والبيئية والاجتماعية بشكل مشترك، مع تجنب الاستهلاك المفرط للموارد الطبيعية الأساسية للمديرين والمخططين الحكوميين في الإدارة العامة. ولذلك، تهدف هذه الدراسة إلى تحديد وترتيب مكونات التنمية المستدامة التي تؤثر على مستوى التنمية في مقاطعة سيستان وبلوتشستان في إيران وتحسينهما من خلال استخدام طريقة التحليل الهرمي (AHP) وبرنامج إكسبرت تشويس (Expert Choice). وقامت النتائج التي تم الحصول عليها بتحليل وترتيب العوامل عن طريق التعليقات التي تم جمعها. كما أشار برنامج إكسبرت تشويس إلى أنه كان للاقتصاد الأثر الأكبر على تحسين مستوى التنمية وكانت العوامل الاجتماعية والبيئية هي الأولويات التالية على التوالي.

سيواصل سيسرك مع فريقه في مجلة التعاون الاقتصادي والتنمية خدمة قرائه من خلال اختيار أفضل المقالات التي ستكون معلوماتها مفيدة وبناءة على المدى الطويل وتخدم أفضل مصالح البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في دعم استعدادها للمساهمة في توسيع التعاون الاقتصادي والفني فيما بينها ومع غيرها.

السفيرموسى كولاكليكايا

رئيس التحرير

 مقالات مجلة التعاون الاقتصادي والتنمية، المجلد 39 العدد 4 (2018)