النظم والنفقات الصحية في الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي

التاريخ: 29 يناير 2009

ترتكز سعادة الإنسانية على تنمية الصحة المتعارف عليها بشكل عام وعلى نطاق واسع كمبدأ أخلاقي للمساواة. وخلال العقود الأخيرة إكتسب موضوع الصحة أهمية كبرى بإعتباره محرك رئيسي للتقدم الإجتماعي والإقتصادي حول العالم بمصادر بأكبر مما تم إستثماره في هذا القطاع. وبنظرة عامة، يعيش الناس اليوم بصحة وافرة وثراء ويعيشون لفترة أطول عما كان عليه وضعهم قبل ثلاثة عقود. وعلى حسب إصدارة 2008 للتقرير العالمي حول الصحة، فلو كان الأطفل يموتون بمعدلات 1978 كانت ستكون هنالك 16,2 مليون حالة فاة في عام 2006 في العالم (في الوقت الذي بلغ فيه الرقم الحقيقي 9,5 مليون حالة وفاة). وهذا الفرق الذي بلغ 6,7 مليون يعني أنَّ 18,329 طفل تم إنقاذهم من الموت في كل يوم.
ورغم ذلك، يشير التقرير إلى مواضيع يجب أن تستحوذ على إهتمام بالغ: أولا، التقدم الحقيقي في التنمية الصحية على نطاق العالم غير عادل إلى درجة في غاية الوضوح، وبتقارب تجاه الصحة المحسنة في جزء كبير من العالم، ولكن بعدد هنالك بلدان تقف بعيدا عن هذا التحسن وفي تأخر متزايد في ذات الوقت أو حتى لدرجة أنها تفقد أرضيتها في هذا المجال (عدم المساواة). ثانيا، إنّ طبيعة المشاكل الصحية في تغير مستمر بأشكال تمت معرفتها فقط بالتوقع الجزئي، وبمعدل لم يتم توقعه بدرجة كاملة؛ الشيخوخة وآثار التمدن الغير مدارة إدارة جيدة والعولمة تعجل عالميا بنقل الأمراض المعدية وتزيد من أعباء الأعطاب الحادة والغير معدية (الطبيعة). ثالثا، إنَّ النظم الصحية ليست بمعزل عن الخطى السريعة للتغير والتحول اللذات يعتبران كجزء جوهري من العولمة الراهنة؛ إنَّ الأزمات الإقتصادية والسياسية تقف كتحد أمام الأدوار الحكومية والمؤسساتية الهادفة لتأمين الوصول وتقديم وتمويل الرعاية الصحية (عوامل خارجية).
وعلاوة على ذلك، يجذب التقرير الإنتباه إلى خمسة مواطن ضعف ملمة بتقديم الرعاية الصحية. أولا، المتمتعون بأكثر الوسائل ومن يعانون بأقل من المشاكل الصحية يستهلكون القدر الأكبر من الرعاية الصحية، في الوقت الذي يستهلك ذوي لوسائل الأقل والذين يعانون من عدد كبير من المشاكل الصحية يستهلكون الجزء الأقل من الرعاية الصحية (الرعاية العكسية). ثانيا، الرعاية الإجتماعية الضعيفة تقود إلى خسائر في غاية الفداحة؛ سنويا أكثر من 100 مليون نسمة يصبحون فقراء وذلك لأنهم مرغمون على الدفع للحصول على الرعاية الصحية (الرعاية الصحية المدمرة). ثالثا، الخدمات الصحية للمجموعات الفقيرة والمهمشة مبعثرة بدرجة عالية ومفتقدة للمصادر بشكل حاد نتيجة لتكاليف تخصص مقدمي الرعاية الصحية (الرعاية الصحية المبعثرة). رابعا، التصميم الفقير للنظم الصحية الغير قادرة على تلبية معايير السلامة والنظافة تؤدي إلى معدلات عالية من العدوى المكتسبة من المستشفيات، الأخطاء العلاجية والآثار العكسية الممكن تلافيها (الرعاية الصحية الغير سليمة). خامسا، تركز عملية تخصيص المصادر في معظم الأحوال على خدمات الرعاية الصحية العالية التكلفة مهملة إمكانية الوقاية الأولية وتعزيز الصحة لمنع ما يقارب 70٪ من عبء الامراض إضافة إلى نقص الخبرة لتخفيف الآثار العكسية على الصحة من القطاعات الأخرى (الرعاية الصحية الموجهة في الإتجاه الخطأ).
ويكتسب موضوع التنمية الصحية أهمية كبرى عند تناول الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي من زاويته. فطبيعة هذه البلدان المختلطة ومستويات عدم التجانس العالية والتفاوت في البنية الإقتصادية والأداء يستدعي لضرورة القيام بتحرك عاجل لتحسين توزيع المصادر والإستفادة منها.
التقرير الكامل:الصحة