الندوة الدولية حول ‘العمل النقابي في العالم الإسلامي‘
التاريخ : 13 - 14 أكتوبر 2016
مكان الانعقاد: إسطنبول تركيا

نظم سيسرك واتحاد نقابات الموظفين العموميين (MEMUR-SEN) بشكل مشترك ندوة دولية حول "العمل النقابي في العالم الإسلامي" في إسطنبول بتركيا يومي 13-14 أكتوبر 2016.

وقد تجلى الهدف الرئيسي للندوة في تبادل المعرفة والخبرات في مجال العمل النقابي في الدول الإسلامية ومناقشة سبل ووسائل التغلب على التحديات والمشاكل المشتركة من خلال تطوير مشاريع ومبادرات مشتركة بين مختلف الفاعلين وأيضا إنشاء شبكة معرفية بين المشاركين لتحقيق تعاون وتآزر على أساس مستدام مستقبلا.

وقد حضر الندوة المميزة لمدة يومين ممثلو النقابات والهيئات الحكومية والمؤسسات الدولية ذات الصلة من 54 دولة في جميع أنحاء العالم، وخولت للمشاركين فرصة لاستكشاف آلية التعاون الممكنة بين النقابات العمالية في العالم الإسلامي موجهة نحو تعزيز الظروف في بيئة العمل في دول منظمة التعاون الإسلامي.

وإذ رحب بالمشاركين في المدينة التاريخية إسطنبول، صرح سعادة السفير موسى كولاكليكايا، المدير العام لسيسرك، لكون الندوة تنعقد في وقت ذو تحديات اقتصادية وإنسانية خطيرة وتغيرات مستمرة وتحولات عميقة في تكوين المشهد الاقتصادي العالمي الوديناميكيات من أجل النمو. ومع هذه التحولات، رغم ذلك، تأتي التحديات والشكوك مع الفرص كذلك. وأشاد أيضا على واتحاد نقابات الموظفين العموميين من أجل التحضيرات والترتيبات اللوجيستية الممتازة المقدمة للانعقاد الناجح لهذه الندوة.

وأشار كذلك إلى الدور الكبير الذي لعبته النقابات العمالية خصوصا خلال الأزمة الاقتصادية لعام 2009، حيث تفاوضت النقابات من أجل ساعات عمل مخفضة للموظفين في عدة شركات في جميع أنحاء العالم لمنع فقدان الوظائف بالجملة وتخفيف آثار الأزمة الاقتصادية. وإن غياب النقابات العمالية الهائلة والمنظمة تنظيما جيدا، وفقا لمدير عام سيسرك، يجعل عملية التفاوض بين أرباب العمل والعمال كليا ذات طرف واحد ويعزز الفوارق ويوسع الفجوة بين الأغنياء والفقراء الأمر الذي هو ضد مبدئي العدالة والمساواة الأساسيين ضمن مبادئ القيم الإسلامية. كما أكد السفير موسى كولاكليكايا على التزام سيسرك في مواصلة تعزيز المعرفة وتبادل الخبرات لتسهيل وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء.

شكر السيد علي يلشين، رئيس اتحاد نقابات الموظفي العموميين (MEMUR-SEN)، المشاركين على حضور البرنامج. وأكد لهم التزام واتحاد نقابات الموظفين العموميين للتعاون والشراكة مع جميع النقابات التي تشاطرها الرأي لتعزيز حقوق العمال وحمايتهم. وعلى الرغم من التحديات، أضاف السيد يلشين بأن النقابات بدأت في إيجاد طرق جديدة لتمثيل الناس العاملة على الرغم من أن شكل مكان العمل الإسلامي -كونه أساس قوة تفاوضهم- تغير بشكل كبير منذ منتصف القرن العشرين. وقال مضيفا أن النقابات الدولية هي حاليا في تراجع بسبب سياسة هيمنة القوى العظمى، وعلى أنه يجب للرابطات التجارية تعزيز مؤسساتها من أجل إحداث تغييرات إيجابية تعود بالفائدة على العمال.

ومن جانبه، اعترف وزير العمل والضمان الاجتماعي لجمهورية تركيا، سعادة الدكتور محمد مؤذن أوغلو، بأن حفاظ النقابات على وجود قوي في مكان العمل هو اليوم أكثر صعوبة مما كان عليه في العصور السابقة. وعلى الرغم من ذلك، فإنهم يتكيفون مع الوضع وذلك باستخدام مزيج من استراتيجيات مختلفة. وأوصى بأن تستمر في القيام بذلك، كونه أهم ما يمكن القيام به الآن، لأنها لا تزال تكافح من أجل جذب العمال الجدد.

وبعد كلمات الافتتاح بفترة وجيزة، وقع المدير العام لسيسرك ورئيس واتحاد نقابات الموظفين العموميين مذكرة تفاهم بين منظمتهما حيث اتفقا بين أمور أخرى على العمل معا بشكل وثيق في المبادرة بالبرنامج والأنشطة ذات الأهمية الفورية لأعضائهما.

لقد وضعت الوتيرة المتسارعة للتغير التكنولوجي وطبيعة السوق العالمية تحديا كبيرا أمام النقابات العمالية لحشد الأعضاء، وهذا ما زاد من تفاقم الاقتصاد العالمي المتداعي. وإزاء هذه الخلفية، اجتمع ممثلو النقابات العمالية لتبادل المعرفة والخبرة في العمل النقابي في الدول الإسلامية ومناقشة السبل والوسائل للتغلب على التحديات والمشاكل المشتركة من خلال تطوير مشاريع ومبادرات مشتركة بين مختلف الفاعلين وإنشاء شبكة معرفية بين المشاركين لتحقيق التعاون والتآزر على أساس مستدام مستقبلا. وقد أجرى المشاركون في جلسة تفاعلية مناقشة مستفيضة حول تجارب الدول والمنظمات الأخرى في التغلب على تحديات العمال تحت شعار: "زيادة التعاون بين نقابات العمال في العالم الإسلامي: الآفاق والتحديات".

ويقر جميع المشاركين بالتحديات التي تواجهها نقابات العمال في جميع أنحاء العالم وألزموا أنفسهم للعمل معا في "إعلان اسطنبول" الذي صدر لتخليد نهاية الندوة التي فيها جميع المشاركين بإضافة أصواتهم إلى القرار معبرين عن الحاجة لتعاون وتضامن أقرب بين النقابات العمالية.

واستضاف رئيس وزراء تركيا، سعادة بينالي يلديريم، المشاركين في حفل استقبال في مكتب رئاسة الوزراء في إسطنبول في 15 أكتوبر. وقد هنأ رئيس الوزراء وأشاد على واتحاد نقابات الموظفين العموميين وسيسرك لتنظيمهما واستضافتهما لهذه الندوة بشكل مشترك. وفي نفس الوقت، سلط الضوء على الحاجة إلى إنشاء نقابات لاحتضان بيئة عمل ديناميكية لكل من الموظفين وأصحاب العمل، مثل: الاستجابة للتحديات والفرص الناجمة عن التكنولوجيات الجديدة. وأضاف أن العمال وجميع العاملين ومنظماتهم، وخاصة النقابات هي قوة هامة في النضال الوطني والقاري والعالمي من أجل السلام والتنمية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية. كما أكد رئيس الوزراء التزام حكومته في تعزيز العمل اللائق وسبل العيش والأمن الوظيفي وتحسين مستويات المعيشة لجميع الناس.

الصور