التنمية الحضرية في دول منظمة التعاون الإسلامي

التاريخ: 16 ديسمبر 2019

أطلق سيسرك تقرير "التنمية الحضرية في دول منظمة التعاون الإسلامي: نحو تقدم حضري مستدام" الذي يناقش الوضع الحالي للتوسع الحضري في دول المنظمة مع تسليط الضوء على العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى زيادة التوسع الحضري. كما يأكد على آثاره وتقييم بعض القضايا الهامة المتعلقة بالتنمية الحضرية في البلدان الأعضاء في المنظمة، مثل التنقل البشري في أشكال مختلفة وقضايا الضغوط البيئية والمرونة في المناطق الحضرية. ويختتم التقرير بمناقشة حول الإدارة المستدامة للتوسع الحضري ويقدم توصيات تتعلق بالسياسات ذات الصلة.

وتبرز نتائج التقرير أن هناك تحول في سرعة وتيرة التوسع الحضري من العالم المتقدم نحو العالم النامي. ففي العقد الماضي، عرفت مجموعة الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، مستأثرة بمعدل توسع حضري سنوي بلغ 3%، توسعا حضريا أسرع من البلدان النامية غير الأعضاء واستضافت حوالي 22% من سكان المناطق الحضرية في العالم. وازداد عدد سكان المنظمة في المناطق الحضرية بنحو 497 مليون شخص بين عامي 1990 و 2016. ومع ذلك، في عام 2016، كان عدد السكان في المناطق الحضرية أكثر من 50% في 31 دولة فقط في المنظمة. وتقع أوغندا والنيجر وتشاد وطاجيكستان وأفغانستان وجزر القمر وغيانا وبوركينا فاسو في قائمة الأماكن العشرين الأقل تحضرا في العالم. ولكن مع تزايد ظاهرة التوسع الحضري، من المتوقع أن يعيش 68.2% (1.7 مليار) من سكان المنظمة في المناطق الحضرية بحلول عام 2050.

وعلى الرغم من أن مدن منظمة التعاون الإسلامي الكبيرة مثل القاهرة ودكا وكراتشي وإسطنبول ولاغوس تعتبر مغناطيسا يجذب ملايين الأشخاص الذين يبحثون عن فرص أفضل لكسب العيش، فإن المراكز الحضرية الأسرع نموا هي المدن الصغيرة والمتوسطة، بحيث وصل عدد المدن التي يبلغ عدد سكانها نصف مليون نسمة أو أكثر من 14 مدينة عام 1950 إلى 202 مدينة عام 2015، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 343 بحلول عام 2035. كما أن باتام (إندونيسيا)، واغادوغو (بوركينا فاسو)، و ننيوي (نيجيريا)، وأبومي - كالافي (بنين) وباماكو (مالي) من بين أسرع مدن منظمة التعاون الإسلامي نموا من حيث عدد السكان، وكلها تنمو بمعدل يزيد عن 6% سنويا.

وفي عام 2018، بلغ متوسط ​​الكثافة السكانية (لكل كيلومتر مربع) لـ217 مدينة كبيرة في المنظمة 6501 شخصا، أي ضعف متوسط ​​الكثافة السكانية في 217 منطقة حضرية كبيرة في البلدان المتقدمة (2980 شخصا)، ولكن أقل بكثير من متوسط ​​الكثافة السكانية البالغ 630 منطقة حضرية كبيرة في البلدان النامية غير الأعضاء في المنظمة (8688 شخصا). وبين الفترتين 1999-2003 و 2010-2015، فاق توسع الأراضي الحضرية (40%) نمو سكان المناطق الحضرية (31%) في 42 مدينة في منظمة التعاون الإسلامي اختيرت عشوائيا وتقع في مناطق مختلفة. وتدل هذه النتيجة على أن التوسع الحضري غير المتراص كان وراء توجيه مخططي المدن على مدار سنوات. إذ تعتبر كثافة مدن المنظمة في المتوسط أقل من نموها، ما يسبب امتدادا حضريا غير مخطط له، حيث أصبحت الأمور غير الرسمية أكثر شيوعا بمرور الوقت.

ونظرا لأن المعدل الذي يصبح عنده عدد السكان والغطاء الأرضي في المناطق الحضرية أسرع من أي وقت آخر في التاريخ، ينبغي أن تسترشد عملية تحويل الأراضي من الريفية إلى الحضرية بسياسات فعالة، وبما ينسجم مع الخطط أو اللوائح البلدية السليمة. كما ينبغي تبني التنمية الحضرية المتكاملة في المدن المتراصة وعلى مستوى التنمية الموجهة نحو التحول، والتي تدعو إلى إدارة التوسع على حدود المدن من أجل مدن متراصة أكثر ذات كثافة أعلى والكثافة التشغيلية من شأنها أن تقلل من استهلاك الطاقة، والأميال المقطوعة بالسيارة، وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وكذلك توفير الأراضي للزراعة والحياة البرية والموائل عن طريق استخدام أراضي أقل للتنمية الحضرية.

النسخة الإلكترونية على الإنترنت

  • التنمية الحضرية في بلدان منظمة التعاون الإسلامي: نحو توسع حضري مستدام (الإنجليزية)