SESRIC


السياحة الدولية في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي: الآفاق والتحديات

اخر ما نشره مركز أنقرة

السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون الإسلامي لعام 2022: الآفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد-19 (27 يونيو 2022)

السياحة الدولية في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي: الآفاق والتحديات 2020 (17 ديسمبر 2020)

السياحة الدولية في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي: الآفاق والتحديات 2017 (12 فبراير 2018)

السياحة الدولية في دول منظمة التعاون الإسلامي: الآفاق والتحديات 2015 (28 ديسمبر 2015)

السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون الإسلامي : الآفاق والتحديات 2013 (12 ديسمبر 2013)

السياحة الدولية في البلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي: الآفاق والتحديات 2010 (01 ديسمبر 2010)

السياحة الدولية في البلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي: الأفاق والتحديات (05 يونيو 2008)

المقدمة

يمثل النمو الحقيقي لنشاط السياحة الدولية واحدا من أكثر الظواهر الإقتصادية والإجتماعية البارزة في القرن الماضي. وحسب منظمة السياحة العالمية، فقد زاد عدد السياح الدوليون الوافدون من 25,3 مليون في مليون سائح في عام 1950م إلى 846 مليون سائح في عام 2006م، أي بمتوسط معدل نمو سنوي بنسبة 6,6٪. كما شهدت العوائد التي درها أولئك السياح، أي عوائد السياحة الدولية، نموا سنويا بنسبة 11,3٪ خلال الفترة نفسها. ويفوق ذلك المعدل بكثير معدل نمو الاقتصاد العالمي ككل بما يجعل السياحة الدولية إحدى أهم فئات التجارة الدولية.

وتتميز السياحة الدولية أيضا بإتساع مستمر في رقعتها الجغرافية وتنوع وجهاتها السياحية. وعلى الرغم من استمرار تركز ذلك النشاط في الأقاليم المتقدمة بأروبا والأمريكتين، فإنه يلاحظ حدوث زيادة كبيرة أيضا في الأسواق المستقبلة للسياح في الأقاليم النامية. وحسب منظمة السياحة الدولية فبينما اسقبلت الأسواق السياحية التقليدية في أروبا والأمريكتين في عام 1950 نسبة 96٪ من مجموع السياح الدوليين، تراجعت هذه النسبة إلى 70,5٪ في عام 2006م لصالح الأقاليم النامية في آسيا والباسيفيكي والشرق الأوسط وإفريقيا.

لقد أصبحت السياحة الدولية لدى الكثير من بلدان تلك الأقاليم أحد أهم النشاطات الاقتصادية ومصدرا رئيسيا من مصادر عوائدها من العملات الأجنبية وفرص العمل. لذلك، ما فتئت السياحة تحظى باهتمام كبير في استراتيجيات التنمية لدى العديد من البلدان النامية، كما أُدرجت ضمن جدول أعمال العديد من المؤتمرات الدولية التي عُقدت مؤخرا حول التنمية المستدامة. وما الإخفاق في إدراج السياحة في تلك الاستراتيجيات إلا إغفال لدورها كأحد النشاطات الاقتصادية الأكبر حجما، وبدون شك، الأكثر تنوعا وإبداعية على الإطلاق.

وبالنظر إلى ما تنعم به من تراث غني ومتنوع سواء طبيعيا أو جغرافيا أو تاريخيا أو ثقافيا، فإن البلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، كمجموعة، لديها إمكانيات كبيرة لإرساء قطاع سياحي دولي مستدام. إلا أنه وبالنظر إلى الحصة المتواضعة التي تحظى بها تلك البلدان في السوق السياحية العالمية وتَرَكُّزِ النشاط السياحي في عدد محدود منها، يتضح أن جزءا كبيرا من تلك الإمكانيات لم يستغل بعد على النحو الأمثل. إنّ المشاكل التي تواجه السياحة وتنمية قطاع سياحي عالمي مستدام في بلدان منظمة المؤتمر الإسلامي متعددة بتعدد المزايا السياحية لكل بلد ومستوى تطوره وأولويات وسياسات التنمية القومية.

وبناء على ما سبق، يسعى هذا التقرير إلى تقييم أداء قطاع السياحة الدولية ودوره الاقتصادي لدى البلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي. ويحلل التقرير المؤشرين التقليديين المستخدمان في قياس السياحة الدولية، وهما عدد السياح الدوليون الوافدون وعائدات السياحة الدولية. وجرت عملية التحليل على المستوى الفردي للأقطار وعلى مستوى إقليم منظمة المؤتمر الإسلامي ككل. وعلاوة على ذلك، يلقي التقرير الضوء على بعض المواضيع والمشاكل التي تعتري التنمية والتعاون السياحي في بلدان منظمة المؤتمر الإسلامي وتقدم جملة من المقترحات والتوصيات لتكون بمثابة خطوط سياسية عريضة يراد لفت انتباه البلدان الأعضاء إليها.