تحقيق الأمن والسلام في عالم حافل بالاضطرابات

التاريخ: 28 فبراير 2019

نشر سيسرك تقريرا بحثيا حاملا لعنوان ’تحقيق الأمن والسلام في عالم حافل بالاضطرابات: تحد شاق أمام منظمة التعاون الإسلامي". ويستقصي هذا التقرير المقومات المطلوبة لمنع نشوب النزاعات وإدارتها في بلدان منظمة التعاون الإسلامي، وتعزيز بنية السلام والأمن فيها، وتطوير آليات مؤسسية لتحقيق السلام والأمن المستدام في البلدان الأعضاء، واستكشاف مسارات بديلة لتحقيق سلام مستدام.

كما يشير إلى أن أكثر من 60% من مجموع النزاعات الجارية في العالم في الوقت الراهن تحصل على مستوى دول المنظمة، ومعظمها صراعات داخلية. وقد أسفرت حالة العنف المستعر في عدد من بلدان المنظمة عن خراب مهول. فنحن أمام مأساة إنسانية تسببت في خسائر فادحة في أرواح الناس، إذ أن أكثر من 80% من حالات الوفيات الناجمة عن النزاعات على المستوى العالمي تقع في دول منظمة التعاون الإسلامي. ويجدر الذكر أن هذه النزاعات قد أجبرت الملايين على هجر منازلهم وبلدانهم. وإن العواقب الاقتصادية للصراعات في بلدان المنظمة تصل إلى مئات المليارات من الدولارات؛ أموال كان يمكن إنفاقها بشكل جيد على التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وبما أن الوقاية خير من العلاج، فإن العمل على منع حصول الصراعات هو أقل الطرق تكلفة لتجنب الوقوع في مستنقع ما يترتب عنها من عواقب. وقد خاض التقرير بالتحقيق في أسباب الصراعات باستخدام نهج متعدد الأبعاد يشمل: عدم المساواة؛ ومستويات التنمية البشرية؛ والإقصاء السياسي والاجتماعي؛ وإشكاليات قيام الدولة (Stateness). وفي هذا الصدد، درس التقرير جهود الوساطة وحل النزاعات في المنظمة على مدار العقود الخمسة الماضية وأبرز الدروس المستفادة، التي تعتبر مفيدة في تقوية وتعزيز جهود منظمة التعاون الإسلامي في مجال الوساطة وحل النزاعات.

وأخيرا، كجزء من توصياته المتعلقة بالسياسات بشأن تطوير آليات مؤسسية للسلام والأمن المستدامين، أوصى التقرير منظمة التعاون الإسلامي بالنظر في تطوير استراتيجية أمنية تضع التوقعات التي يمكن للمنظمة الوفاء بها، وتوجيه الجهود المبذولة في حل النزاعات وبناء السلام في المنظمة  في السنوات المقبلة. ومن المفترض أن تقدم الاستراتيجية دعامة في اتجاه مزيد من التعاون في المجال الأمني في منطقة المنظمة، والحاجة إليها لا تقتصر فقط على تحسين المناخ الأمني وإنما تعد ضرورة من الضروريات من أجل رفاهية الدول الأعضاء ومواطنيها.

النسخة الإلكترونية على الإنترنت