تراكم رأس المال البشري في البلدان الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي

التاريخ: 12 سبتمبر 2011

يشير رأس المال البشري إلى المعرفة والقدرات التي تتجسد في الأشخاص، والتي يمكن استخدامها للمضي قدما في تقنيات الإنتاج والمساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية. حيث يستخدم مصطلح "رأس المال البشري"، لأنه لا يمكن للأشخاص أن ينفصلوا عن معارفهم أو مهاراتهم بالطريقة التي يمكن فصلهم عن أصولهم المالية والمادية. إلى جانب رأس المال المادي، فرأس المال والبشري هو واحد من عوامل الإنتاج لتحديد الازدهار والتقدم الاقتصادي، حيث يلعب دورا مهما في تحديد مدى قدرة استيعاب معارف وتكنولوجيات جديدة، وبالتالي زيادة إنتاجية العمل. ونمو الإنتاجية هو بدوره عامل رئيسي في تعزيز النمو الاقتصادي على المدى الطويل. ومما هو معلوم، أن للتعليم دور في زيادة الإنتاجية وكفاءة القوى العاملة وذلك من خلال زيادة المخزون المعرفي للقدرات البشرية المنتجة اقتصاديا.

ويتم بناء النماذج النظرية لرأس المال البشري والنمو حول مختلف الفرضيات القائلة، بأن المعرفة والمهارات المتجسدة في البشر مباشرة ترفع من الإنتاجية، وقدرة الاقتصاد على تطوير واعتماد التكنولوجيات الجديدة. كما يوفر الأدب التجريبي دليلا قويا على تأثير مدخلات التعليم العالي على الإنتاجية والنمو. ويبين استطلاع النتائج التجريبية التي أجرتها سيانيسي وفان ريين (2000) أن زيادة إجمالية بنسبة 1 ٪ في معدلات الالتحاق بالمدارس يؤدي إلى زيادة في نمو الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد ما بين 1 ٪ و 3 ٪. وتؤدي سنة إضافية من التعليم الثانوي إلى ارتفاع يتجاوز 1 ٪ في النمو الاقتصادي لكل عام. وعلى مستوى الاقتصاد الجزئي، هناك أدلة واضحة على أن هناك ترابط متين مابين رأس المال البشري والإنتاجية. حيث أن تراكم رأس المال البشري على رأس العمل والتدريب OTJT، وخصوصا للعمال من ذوي المؤهلات المنخفضة، يرفع من الإنتاجية على مستوى الشركة. OTJT هو أيضا مصدر مباشر لابتكار الشركات والتي تعزز من قدرتها التنافسية على المدى الطويل (بلونديل وآخرون، 1999).

كما يشكل قياس رأس المال البشري، مع ذلك، تحديا. ففي الأدب، يستخدم مختلف الوكلاء لتحليل تطورات رأس المال البشري. حيث تعتبر المدرسة الأكثر شيوعا ولكن أيضا أسهل طريقة لقياس رأس المال البشري. فأدب النمو الاقتصادي يقترح وسائل بديلة لبناء مثل هذه البيانات. في إطلالة التقرير، عند بناء مجموعة البيانات على مخزون رأس المال البشري، سيتم اعتماد المنهجية التي يشيع استخدامها في أدب النمو، بما في ذلك الأعمال البذرية من هول وجونز (1999). ويمكن العثور على وصف مفصل للمنهجية في التذييل الفني. ووفقا لهذا النهج، فإنه يتم احتساب رأس المال البشري عن طريق استخدام اثنين من المؤشرات الرئيسية:  العدد الإجمالي للقوى العاملة ومعدل الدراسة. لذلك، باعتبار مستوى معدل التعليم، فإن البلدان التي لديها  قوى العمل مرتفعة ستعرف أيضا ارتفاعا في مخزونها لرأس المال البشري. ونفس الشيء، باعتبار حجم معين من القوى العاملة، فإن البلدان ذات التحصيل التعليمي العالي ستشهد ارتفاعا في مخزونها لرأس المال البشري. ومن سلبيات هذا المؤشر، أنه يصعب قياس استثمارات رأس المال البشري بعد استكمال الأفراد لتعليمهم الرسمي. ولذلك، وعلى الرغم من أن تراكم رأس المال البشري لا يقتصر فقط على التعليم الرسمي، وذلك بسبب عدم وجود مناهج للقياس البديل التي يمكن أن تأخذ بعين الاعتبار المهارات الأخرى وجهود بناء القدرات، فإنه سيتم اعتماد المنهجية المذكورة أعلاه لأدب النمو.

ومشيرا إلى هذه القضايا  القياسية، فإن تحليل تراكم رأس المال البشري في دول منظمة التعاون الإسلامي يكشف عن أنه، باعتبار المستويات المنخفضة لمخزونات رأس المال البشري، فقد زادت البلدان الأعضاء في مخزوناتها من رأس المال البشري بشكل ملحوظ على مدى العقود الأربعة الماضية، ولكن هذا لم يترجم لنمو اقتصادي أعلى في جميع البلدان. هذا الواقع يؤدي إلى التشكيك في نوعية التعليم الذي توفره هذه البلدان لمواطنيها. بالإضافة إلى ذلك، يقيم التقرير العلاقة بين رأس المال البشري والتعليم والإنتاجية. وعلاوة على ذلك، فإنه يقيم روابط مابين المؤشرات الاجتماعية للتنمية والتعليم والإنتاجية. وفي الأخير، يقدم هذا التقرير مناقشات مفصلة حول اتجاهات وآفاق التطورات في رأس المال البشري في الدول الأعضاء بالمنظمة.

النسخة الإلكترونية عبر الإنترنت

تراكم رأس المال البشري في البلدان الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي (بالإنجليزية)