رعاية وتعليم الطفولة المبكرة في البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي

التاريخ: 19 ديسمبر 2013

يستخدم مصطلح رعاية و تعليم الطفولة المبكرة من قبل اليونسكو للإشارة إلى كافة الخدمات التنموية المنظمة من أجل الأطفال من حين ولادتهم حتى بدئهم للتعليم الابتدائي ، في سن 6 أو 7 في معظم البلدان. ويقدر البنك الدولي أن حوالي 13 ٪ من مجموع سكان العالم تتراوح أعمارهم بين 0-6 و تعيش 30 ٪ من هذه الفئة في البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. تهتم برامج رعاية وتعليم الطفولة المبكرة بمعالجة مختلف الفئات العمرية ابتداء من مرحلة الطفولة، و مرحلة ما قبل المدرسة ، و مرحلة رياض الأطفال حتى الصفوف الابتدائية المبكرة. تخص برامج رعاية الطفولة المبكرة بشكل عام الأطفال تحت سن الثالثة و تشرف عليها وزارات الصحة و / أو الشؤون الاجتماعية. أما برامج التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة فمعظمها للأطفال فوق سن الثالثة و تنظمها وزارات التعليم . يتواجد برامج رعاية الطفولة المبكرة في حوالي نصف بلدان العالم ، في حين أن برامج التعليم في مرحلة الطفولة موجود في جميع دول العالم (اليونسكو ، 2008 ) . و تختلف مدة كل برنامج حسب البلد. عموما ، تعتبر خدمات رعاية وتعليم الطفولة المبكرة شمولية النهج و تشمل برامج مختلفة في ثلاثة مجالات أساسية : 1)الصحة والتغذية و النظافة 2 ) التنمية المعرفية و الاجتماعية والعاطفية والجسدية ، و 3) الحماية الاجتماعية.

يولد الأطفال على استعداد للتعلم. فيحدث أسرع تطور للدماغ في السنوات الستة الأولى من حياة الانسان. لدلك يكون للتدخلات العالية الجودة في مرحلة الطفولة المبكرة آثار دائمة على التعلم و التحفيز. و يثبت أن الأطفال، الذين تلقوا برامج رعاية وتعليم الطفولة المبكرة، يحصلون على أفضل الدرجات في الاختبارات، وهم أكثر الحاصلين على شهادات المدرسة الثانوية ويحظون بأفضل الوظائف ويحققون أقصى الأرباح على مدى العمر. بالإضافة إلى ذلك، هم أكثر عرضة لتجنب تكرار السنة الدراسية و لا يحتاجون إلى الدروس الخصوصية (بارنيت، 2008). وذكر الخبير الاقتصادي الحائز على جائزة نوبل جيمس هيكمان (2006) "تنمية الطفولة المبكرة هي مبادرة سياسة عامة و نادرة تعزز الإنصاف والعدالة الاجتماعية، وفي الوقت نفسه تعزز الإنتاجية في الاقتصاد وفي المجتمع ككل". فكلما كان الاستثمار مبكرا كلما ارتفع معدل الربح.

في عام 1990، وضع الإعلان العالمي للتعليم لجميع (EFA)، رؤية تعتبر أن " التعلم يبدأ عند الولادة". في عام 2000 و خلال المنتدى العالمي للتعليم UNESCO- Dakar ،أكدت 164 دولة صحة هذه الرؤية، ووافقت على دلك من خلال إطار عمل "داكار" بشأن الأهداف والغايات المحددة التي تتعلق بموضوع 'التعليم للجميع'. الهدف الأول من إطار عمل داكار يدعو إلى "توسيع وتحسين الرعاية والتعليم الشاملين في مرحلة الطفولة المبكرة ، وخاصوصا لصالح الأطفال الأكثر ضعفا وأشدهم حرمانا". وقد وفر دمج رعاية وتعليم الطفولة المبكرة في إطار التعليم للجميع آلية للتركيز على المشاكل المتعلقة برعاية وتعليم الطفولة المبكرة. ودعا اليونسكو أيضا لمزيد من الأهتمام السياسي والاستثمار في مجال رعاية وتعليم الطفولة المبكرة من أجل تحسين صحة الطفل وزيادة تغطية التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة في جميع البلدان.

في خضم هذه الخلفية، يعرض هذا التقريروضع رعاية وتعليم الطفولة المبكرة في البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي من خلال البيانات المتوفرة مؤخرا،و يسلط الضوء على العقبات والتحديات التي تواجه هذه الدول في هذا المجال الهام، ويقطرح بعض التوصيات السياسية من أجل تحسين خدمات رعاية الطفولة المبكرة والتعليم في البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.

النسخة الالكترونية على الانترنت

  • رعاية وتعليم الطفولة المبكرة في البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي (الإنجليزية)