شبكات النقل في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي: آثارها على التجارة والسياحة

التاريخ: 30 مارس 2016

تعد وسائل النقل من العناصر التي لا غنى عنها في أي نشاط اقتصادي. فبدون الوصول الفعلي إلى الموارد والأسواق، لا يمكننا الحديث عن نمو وتنمية اقتصادية، وبالتالي فإن وجود نظام للنقل متعدد الوسائط يمتاز بالفعالية لمن الركائز الأساسية للتنمية الاقتصادية المستدامة. فتوفر هذه الوسائل يسهل عملية نقل وتحركات الناس والسلع والخدمات والموارد ويحسن أيضا من إمكانية الولوج إلى الأسواق المحلية والدولية. كما أن تطوير بنى تحتية وخدمات حديثة وفعالة لوسائل النقل متعدد الوسائط إلى جانب وضع القوانين والتنظيمات الملائمة والمنسجمة ذات الصلة تعتبر أيضا من العوامل المهمة لتعزيز وتقوية التعاون والتكامل الاقتصادي الإقليمي.

وكمجموعة، تشكل دول منظمة التعاون الإسلامي سدس مساحة اليابسة في العالم وتتمتع بمنطقة تجارية استراتيجية مهمة. وبالإضافة إلى ذلك، تتمتع هذه الدول بإمكانات مهمة من الموارد الاقتصادية المحتملة في مختلف المجالات والقطاعات، مثل الزراعة والطاقة والتعدين والسياحة وغيرها. وحتى يتسنى لدول منظمة التعاون الإسلامي استثمار هذه الإمكانيات الكامنة لأقصى حد قصد تعزيز التجارة والتنمية الاقتصادية، وبالتالي القدرة على المنافسة والاندماج في السوق، فمن الضروري إنشاء نظام للنقل متعدد الوسائط، من بين أمور أخرى، يطبق بفعالية ليس فقط على مستوى كل دولة على حدة ولكن أيضا على المستوى الإقليمي لمنظمة التعاون الإسلامي. وبالتالي فإن تحسين فعالية شبكات النقل في دول منظمة التعاون الإسلامي وفيما بينها يشكل عاملا رئيسيا ذا آثار مباشرة على تحسين وتعزيز التجارة والتكامل الاقتصادي في دول المنظمة على المستويين الإقليمي والعالمي لنظام التجاري.

وتلعب شبكات النقل دور المسهل لعمليات النقل الجماعي للسلع، وهو أمر ذو أهمية خاصة بالنسبة لدول منظمة التعاون الإسلامي ما دامت غالبيتها منتجة للسلع الأولية، وعلى رأسها منتجات الوقود والزراعة. كما من شأن شبكات النقل المتكاملة على المستويين الإقليمي وشبه الإقليمي لمنظمة التعاون الإسلامي أن تكون أيضا في انسجام تام مع منطقة التجارة الحرة الإسلامية واستراتيجيات السوق الإسلامية المشتركة لمنظمة التعاون الإسلامي. وبالإضافة إلى ذلك، تحتّم الخصائص الجغرافية المتنوعة لدول منظمة التعاون الإسلامي، التي تعتبر عائقا طبيعيا أمام تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري فيما بينها، عليهاالاستفادة الكاملة من شبكات النقل القائمة من جهة، وتطويرها، من جهة أخرى.

ومع ذلك، وكما يبرز هذا التقرير، يتجلى المستوى المنخفض لقدرة النقل في دول منظمة التعاون الإسلامي كمجموعة، مما لا شك فيه، في ضعف أداء النقل والاستخدام غير الفعال لمرافق النقل المتوفرة، ولهذا الأمر، إلى جانب أمور أخرى، تأثير سلبي على الأنشطة التجارية والسياحية في هذه الدول . ومن الواضح أن الوضع الحالي لشبكات النقل في دول منظمة التعاون الإسلامي، سواء من حيث القدرات أو الأداء، لم يرق بعد إلى المستوى المطلوب من التأثير على الأنشطة التجارية والسياحية البينية.

النسخة الإلكترونية على الإنترنيت

شبكات النقل في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي: آثارها على التجارة والسياحة  (انجليزية) (عربية) (فرنسية)