السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون الإسلامي لعام 2022: الآفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد-19

التاريخ: 27 يونيو 2022

خلال فعاليات الدورة الحادية عشرة للمؤتمر الإسلامي لوزراء السياحة (ICTM) المنعقد بتاريخ 27-29 يونيو 2022، في باكو، جمهورية أذربيجان، قدم سيسرك تقريره الحامل لعنوان "السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون الإسلامي: الآفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد-19"، وهو من التقارير الرئيسية التي يصدرها على أساس منتظم. ويقدم هذا التقرير تحليلا شاملا لوضع السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون الإسلامي ويقيم الآثار المترتبة عن جائحة كوفيد-19 على قطاع السياحة والأسفار، ويقترح مجموعة من التوصيات المتعلقة بالسياسات لتحقيق التعافي في فترة ما بعد زوال أزمة الجائحة والنهوض بقطاع السياحة في بلدان المنظمة.

ومن أبرز ما توصل إليه التقرير هو أن تداعيات الجائحة عصفت بشدة بقطاع السياحة في بلدان المنظمة بسبب مجموعة التدابير الاحترازية المعتمدة لمحاصرة الجائحة ومن أبرزها القيود المفروضة على الأسفار في جميع أنحاء العالم. ففي 2020 لم تستقطب بلدان المنظمة سوى 70.4 مايون سائح دولي بعد أن كانت التوقعات تشير إلى إمكانية استضافتها لـ277.8 مليون سائح. ونتج عن هذا التراجع الحاد في عدد السياح الوافدين خسارة في إيرادات السياحة تقدر بمبلغ 155.5 مليار دولار أمريكي. وتشير البيانات المؤقتة الصادرة عن منظمة السياحة العالمية إلى تراجع متوسط عدد السياح الوافدين إلى مجموعة بلدان المنظمة في 2021 بنسبة 78.7% وبذلك انخفضت الإيرادات بنسبة 62.9% مقارنة بعام 2019.

وبسبب الجائحة، تراجع متوسط مساهمة السياحة في العمالة في بلدان المنظمة من 7.5% المسجل في 2019 إلى 6.2% في 2020، وهو ما يمثل خسارة تقدر بـ8.6 مليون وظيفة. وبلغ حجم الخسارة في الناتج المحلي الإجمالي الناتج عن قطاع الأسفار والسياحة ما يقدر بمبلغ 293 مليار دولار أمريكي في 2020 في بلدان المنظمة. ومن حيث عائدات السياحة البينية لمنظمة التعاون الإسلامي، فقد قُدرت خسارة 56.6 مليار دولار أمريكي بسبب تراجع قُدر بقيمة 89 مليون في عدد السياح الوافدين داخل المنظمة عام 2020. وعلى نفس النحو، أسفرت الجائحة عن تراجع بنسبة 70.1% في حجم سوق السياحة الإسلامية في 2020 في مجموعة بلدان المنظمة.

ويشير التقرير إلى أن بلدان المنظمة اعتمدت مجموعة من التدابير والسياسات الداعمة للتخفيف من الآثار المدمرة للجائحة، وتراوح ذلك بين إحداث آليات وطنية لإدارة الأزمات وتقديم حوافز نقدية ومالية. لكن التقديرات تشير إلى أن التعافي التام من تداعيات الجائحة قد يستغرق سنوات عديدة وقد يستلزم أيضا اعتماد المزيد من الإجراءات الداعمة في الكثير من بلدان المنظمة لتحقيق المرونة والتعافي المستدام.

وفي هذا السياق، يقترح التقرير على صناع السياسات مجموعة من التوصيات المتعلقة بالسياسات، ومن ذلك الاستثمار في اللقاحات، وتطوير منتجات سياحية جديدة، وتعزيز وتقوية التعاون فيما بين بلدان المنظمة للتغلب على التحديات الناشئة والمساهمة في الدفع بعملية انتعاش قطاع السياحة في فترة ما بعد زوال الجائحة.

النسخة الإلكترونية على الإنترنت