المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي
التاريخ : 06 - 08 أكتوبر 2008
مكان الانعقاد: باكو - ازربيجان أذربيجان

Baku, Azerbaijanعقد المؤتمر الإسلامي لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي دورته الرابعة في العاصمة الازربيجانية باكو تحت رعاية فخامة رئيس جمهورية ازربيجان السيد إلهام علييف في الفترة من 6 – 8 أكتوبر 2008 تخت عنوان "إحداث التغيير عبر القوى الشبابية العلمية." وتمثل هدف المؤتمر في إتاحة الفرصة لوزراء وممثلي البلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي للتداول حول المواضيع المهمة والمتعددة المتعلقة بالتعليم العالي والبحث العلمي في العالم الإسلامي ولتقييم ومتابعة تنفيذ إستراتيجية تطوير العلم والتكنولوجيا في الدول الإسلامية، والتي تمت إجازتها من قبل الدورة الثامنة للقمة الإسلامية (طهران، ديسمبر 1997) والمصادقة عليها في صيغتها المعدلة من قبل الدورة العاشرة للقمة الإسلامية (بوتراجايا، أكتوبر 2003). الدكتور صافاش ألباي، المدير العام لمركز أنقرة، والسيد محمد فاتح سرنلي، مدير دائرة التدريب والتعاون الفني بالإنابة، مثلا مركز أنقرة في هذا المؤتمر.

ترأس سعادة الجين أفندييف، نائب رئيس الوزراء بحكومة ازربيجان، الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر بحضور سعادة السيدة فاطمة عبدالله زاده، ممثلة فخامة الرئيس إلهان علييف، وسعادة الدكتور عبدالعزيز عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، وسعادة الدكتور مصر ماردوف، وزير التربية بجمهورية ازربيجان، وسعاد الدكتور داتو سيري محمد خالد نورالدين، وزير التعليم العالي بماليزيا ونائب رئيس الدورة الثالثة للمؤتمر الإسلامي لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي، وسعادة الدكتور علي أكبر صالحي، مساعد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، إلى جانب حضور عدد من وزراء الحكومة الازربيجانية وممثلي المنظمات الإسلامية والعربية والدولية ووزراء الدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامي المعتمدين لدى جمهورية أزربيجان وعدد من الشخصيات البارزة.

وفي رسالته للمؤتمر نادى فخامة الرئيس علييف الأعضاء أنْ توجه جهودها لتعزيز تبادل الخبرة بين المفكرين والعلماء وبين الجامعات ومؤسسات البحث العلمي في بلدانهم، وذلك لتحقيق الأهداف المرجوة من المؤتمر، وخاصة اهداف التقدم في مجال الكفاءات العلمية والاداء المحترف لدى الأفراد وتطوير قدرة أداء المؤسسات والبنيات الإقتصادية والإجتماعية في البلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي. وكما عبر عن رغبته في أنْ تسهم الدورة الحالية للمؤتمر الإسلامي في تطوير صيغ جديدة للتعاون والمبادرات التطبيقية من أجل تحقيق التنمية المنشودة والوفاء بالتطلعات المشتركة للمسلمين.

ومن جانبه أكد سعادة الدكتور عبدالعزيز عثمان التويجري، المدير العام للإيسيسكو، على أهمية المواضيع والمشاريع التي تناولها المؤتمر الحالي، خاصة في عالم يتجه نحو عولمة المعرفة التي بدأت من عولمة المناهج في الجامعات. وأشار سعادته إلى أنَّ الدورة الحالية تضع على عاتقها مسؤوليات محددة تحت التحديات الكبرى التي تواجه العالم الإسلامي في عدد كبير من المجالات المتداخلة. وأكد كذلك أنَّ المؤتمر يعتلي أهمية أخرى، حيث ينتظر منه تحقيق نتائج إيجابية تمكن من دفع التحرك الإسلامي المشترك في مجال التعليم العالي والعلم والتكنولوجيا.

وبعد ذلك، قدم سعادة الدكتور داتو سيري محمد خالد نورالدين، وزير التعليم العالي بماليزيا ونائب رئيس الدورة الثالثة للمؤتمر الإسلامي لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي، خطابا أمام المؤتمر أبان فيه أنَّه يطالب من أعضاء المؤتمر في دورتهم الراهنة التأكيد أكثر وأكثر على دور العلم والتكنولوجيا في التنمية الإقتصادية، وذلك لتوجيه الشباب في البلدان الأعضاء تجاه الإحتراف والنشاطات العلمية وتأهيلهم لسوق العمل من خلال البرامج التدريبية عالية النوعية والجودة، وأنْ يبينوا للسلطات الحكومية وصانعي القرارات الطرق التي يلبي بها العلم تطلعات وإحتياجات المجتمع بالصورة المثلى إلى جانب السبل الناجعة لتحسين دور العلم في تحقيق التنمية.

وقدم سعادة الدكتور على أكبر صالحي، مساعد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، رسالة الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي إلى المؤتمر. وأشار في الرسالة إلى أنَّ العالم يمر بزمن عصيب وأنَّ سكانه منشغلون بمواضيع متعددة مثل تغير المناخ، وتدهور البيئة، ونقص الطاقة، والأوبئة، والصراعات وأخيرا بموضوع إنهيار المؤسسات المالية. وأمَّنَ في رسالته أنَّه لا يمكن الوقوف حيال هذه التحديات إلاَّ عبر رؤية إستراتيجية تستشرف المستقبل ويمكن لها أنْ تُعضِّدَ من إزر العالم الإسلامي لمعالجتها برغبة موحدة وعمل مشترك. وأشار إلى أنَّ النمو الإجتماعي والإقتصادي ينبعث أصلا من العلم والتكنولوجيا والإختراع وأنه ليس هنالك خيار أمام العالم الإسلامي سوى تكريس نفسها لمعرفة شاملة وتكييف العلم والتكنولوجيا ليخدما في خط أهدافها التنموية حتى تأخذ مكانة مرموقة في العالم.

الدكتور صافاش ألباي، المدير العام لمركز أنقرة، قدم عرضا بعنوان "التعليم: الآفاق والتحديات في البلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي" إستهله بالتعبير عن عرفانه وتقديره لرئيس وحكومة وشعب جمهورية أزربيجان ورضاه عن التقدم الذي أحرزته معظم البلدان الأعضاء في المنظمة برفع معدلات صافي الإلتحاق بمرحلتي التعليم الإبتدائي والثانوي. وكما أكد على ضرورة تطوير ثقافة علمية تساند وتشجع مساهمات العلماء وتولي أهمية للتعليم العالي إلى جانب تطبيق السياسات التي تضمن تعليما جيد النوعية لكل من مستويي التعليم الإبتدائي والثانوي طالما أنَّ الإقتصاد المبني على المعرفة يشكل واحدا من التحديات التي تواجه معظم البلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي في القرن الحادي والعشرين.

واختتم الدكتور ألباي حديثه مشيرا إلى وجوب ربط الإستثمار المكثف في مجال التعليم بالنمو الإقتصادي السريع. وقد أفردت معظم البلدان الأعضاء مصادر هامة لتوسيع وتطوير نظم التعليم، غير أنَّ هذه الإستثمارات في التعليم لم تعد بعد بالفائدة القصوى المرجوة على الأفراد والمجتمعات، وذلك بسبب فقدان النمو الإقتصادي الملازم لها. وعليه، يجب أن يكون الرابط بين التطور في مستوى ونوعية التعليم والنمو الإقتصادي قويا.

وخلال الجلسة المفتوحة قدم أعضاء المؤتمر تقاريرهم حول الجهود التي وجهتها حكوماتهم في المجالات التي تقع في نطاق المؤتمر لتطوير التعليم العالي والبحث العلمي في بلدانهم ولتسخير المواد والمصادر الفنية المتاحة إلى جانب تطوير القدرات البشرية والعلمية المطلوبة لتحقيق النهضة التعليمية والعلمية تماشيا مع السياسات والرؤى القومية لكل بلد عضو.

أخذ المؤتمر علما بالإفادات والتقارير التي قدمتها البلدان الأعضاء والمنظمات الدولية فيما يتصل بالتعليم العالي والبحث العلمي إلى جانب أنه حث هذه الدول أنْ تستمر في محاولاتها لترقية التعليم العالي والبحث العلمي في الوقت الذي تضع في الإعتبار الأولويات المنشودة، والسياسات العامة والمصادر المتوفرة.

واعتمد المؤتمر تقرير المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة حول جهود الإيسيسكو في مجال التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا. وكما اعتمد تقرير الإجتماع الرابع للمجلس الإستشاري لتنفيذ إستراتيجية العلوم والتكنولوجيا والإبتكار في البلدان الإسلامية. وحث المؤتمر الدول الأعضاء على تجديد التزاماتها بتحقيق التطور العلمي للتقنيات، ووضع الأولوية في إطار الخطط القومية للتنمية، والمساهمة بنسبة لا تقل عن 1٪ من الناتج المحلي الإجمالي لتشجيع وتطوير العلوم والتكنولوجيا.

وإعتمد المؤتمر أيضا تحويل الإقتصادات إلى إقتصادات مبنية على المعرفة في الدول الإسلامية، إلى جانب إعتماده للوثيقة الأولية الخاصة بذلك التحول. وقرر رؤساء الوفود المشاركة تقديم الوثيقة الأولية حول تصنيف الجامعات بالعالم الإسلامي إلى وزراء التعليم العالي والبحث العلمي بهذه الدول لدراستها وإضفاء ارآئهم حولها. وأقر المؤتمر بعد سماعه لسعادة مساعد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي وممثلي الأطراف المشاركة في تنفيذ مشروع "الأطلس الإسلامي للإختراعات" البدء في تنفيذ هذا المشروع. واعتمد المؤتمر النسخة المعدّلة لإستراتيجية العلوم والتكنولوجيا والإبتكار في البلدان الإسلامية وآليات تنفيذها. واعتمد المؤتمر كذلك مشروع إنشاء شبكة العالمات في الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي. وإضافة إلى ذلك، إعتمد المؤتمر المشروع المقترح لإنشاء شبكة ربط لنساء العلم في البلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي.
للمزيد من التفاصيل قم بزيارة:

http://www.isesco.org.ma/english/confSpec/MinistresEnseignementSup/2008.php?page=/Home/Specialized%20Conferences