احتضنت مدينة إسطنبول التركية أشغال الدورة التاسعة والثلاثون للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة التعاون الإسلامي (كومسيك). وحضرها ممثلون رفيعو المستوى من الدول الأعضاء والدول التي تتمتع بصفة مراقب في منظمة التعاون الإسلامي، ومؤسساتها ذات الصلة، فضلا عن منظمات دولية أخرى. وقد مثل سيسرك في الدورة وفد ترأسته معالي السيدة زهراء زمرد سلجوق.

واستهلت أشغال هذه الدورة في 02 ديسمبر 2023 باجتماع للمسؤولين رفيعي المستوى، وتواصلت على مدى أربعة أيام. وخلال الاجتماع، أجرت الوفود مناقشات بشأن مختلف بنود جدول الأعمال المتصلة بتحسين التعاون الاقتصادي والتجاري فيما بين الدول الأعضاء في المنظمة.

وفي إطار البند الرابع من جدول أعمال الدورة: "التطورات الاقتصادية العالمية مع إشارة خاصة إلى البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي"، وفي ضوء القرار الصادر عن الدورة الثانية عشرة للكومسيك، قدم سيسرك نتائج تقريره الحامل لعنوان "التوقعات الاقتصادية لمنظمة التعاون الإسلامي 2023: تنامي الاقتصاد الرقمي وسد الفجوة الرقمية". ويعرض التقرير لمحة عامة عن التطورات الاقتصادية والمالية العالمية والإقليمية، ويقدم مجموعة من التوصيات المتعلقة بالسياسات للتشجيع على إدراج التقنيات الرقمية في الأنشطة الاقتصادية والعمل على سد الفجوة الرقمية بخصوص إمكانية الوصول للخدمات الرقمية وبنيتها التحتية في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. وفي إطار البند 11 من جدول الأعمال: "التخفيف من حدة الفقر"، أطلع سيسرك المشاركين في الاجتماع على التقدم المحرز في تنفيذ خارطة الطريق الاستراتيجية لمنظمة التعاون الإسلامي في مجال التعليم والتدريب الفني والمهني لفترة 2020-2025، وذلك من خلال عرض تفاصيل أنشطته الخاصة ببناء القدرات في مجال التعليم والتدريب الفني والمهني، وقدم تقريره بشأن التقدم المحرز صوب تحقيق أهداف التنمية المستدامة في البلدان الأعضاء في المنظمة منذ الدورة الوزارية الثامنة والثلاثين للكومسيك.

واستهل الاجتماع الوزاري أشغاله في 04 ديسمبر 2023 بكلمة افتتاحية ألقاها فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان، رئيس الجمهورية التركية ورئيس الكومسيك. واسترعى فخامة الرئيس أردوغان الانتباه إلى الوضع المزري في غزة وتنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا في العالم. وأكد على ضرورة أن تتبنى الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي موقفا موحدا للتمكن من تجاوز التحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية في الوقت الراهن. كما شدد على أهمية تنفيذ نظام الأفضليات التجارية بين الدول الأعضاء في المنظمة، وتقديم الدعم لمركز التحكيم التابع لمنظمة التعاون الإسلامي وتعزيز تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم وقطاع صناعة الحلال. وهذه الجهود تهدف إلى تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة في الدول الأعضاء في المنظمة.

وبعد كلمة فخامة الرئيس، ألقى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، معالي السيد حسين إبراهيم طه، كلمته في حفل الافتتاح.  وبدأ معالي السيد طه كلمته بالإشادة بالدعم المتواصل الذي يقدمه فخامة الرئيس أردوغان، رئيس الكومسيك، لتنفيذ مختلف البرامج والمشاريع الاقتصادية للمنظمة.  وفي معرض حديثه عن المجازر التي تحدث في غزة وفلسطين بشكل عام، ناشد الأمين العام المجتمع الدولي للتدخل على وجه السرعة لوضع حد للعدوان الإسرائيلي الإجرامي وقتل الفلسطينيين. وشدد على ضرورة مواصلة تعزيز التعاون بين بلدان المنظمة في القطاعات الحيوية للمنظومة الاقتصادية، لا سيما قطاع الأغذية والزراعة، قصد بناء نظم غذائية أكثر مرونة وتبادل المعرفة وأفضل الممارسات للمساعدة في تنمية قدرات الإنتاج المحلية في الدول الأعضاء في المنظمة.

وفضلا عن ذلك، شهد حفل الافتتاح كلمات ألقاها الوزراء المسؤولون عن التجارة من قطر والسنغال وكازاخستان، بوصفهم ممثلين للمجموعات الثلاث للمنظمة، أي المجموعة العربية والإفريقية والآسيوية.

وخلال جلسة العمل الوزارية، تفاعل وزراء الدول الأعضاء في المنظمة من خلال مناقشات شاملة حول مجموعة متنوعة من المواضيع ذات الصلة بالتعاون الاقتصادي والتجاري. وركزت جلسة تبادل الآراء لهذه الدورة على "النهوض بقدرات التجارة الإلكترونية في البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي"، وذلك من خلال تيسير عملية تبادل الخبرات والنظر في فرص التعاون الممكنة. ولم تقتصر المناقشات على هذا الموضوع المركزي فحسب، بل شكلت أيضا إسهاما في وضع اللمسات الأخيرة على جدول أعمال الدورة الوزارية القادمة للكومسيك التي من المزمع عقدها في 2024.

یمکن الاطلاع علی جمیع الوثائق الخاصة بالدورة التاسعة والثلاثين للکومسیك من خلال الموقع الإلکتروني للكومسیك: www.comcec.org/history/comcec-ministerial-sessions/39th-ministerial-session-of-the-comcec.

الصور